مقالات

وصیة أمیرالمؤمنین علی لأولاده الحسن والحسین رضی الله عنهما

Visits: 75

وصية أمير المؤمنين على لأولاده الحسن والحسين رضي الله عنهما :

دعا أمير المؤمنین علی حسن و حسین ، فقال : أوصيكما بتقوى الله ، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ، ولا تبكيا على شيء نروي عنكما ، وقولا الحق ، وارحم اليتيم ، وأغيثا الملهوف ، واصنعا للآخرة، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم ناصرة، واعملا بما في الكتاب ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ثم نظر إلى محمد ابن الحنفية ، فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك (۲)؟ قال : نعم ، قال : فإني أوصيك بمثله، وأوصيك بتوقير أخويك ، لعظيم حقهما عليك ، فاتبع أمرهما ، ولا تقطع أمرا دونهما . ثم قال : أوصيكما به ، فإنه ابن أبيكما ، وقد علمتم أن أبا کما كان يحبه . وقال الحسن : أوصيك أي بني بتقوى الله ، وإقام الصلاة لوقتها ، وإيتاء الزكاة عند محلها ، وحسن الوضوء، فإنه لا صلاة إلا بطهور، ولا تقبل صلاة من مانع زكاة، واوصيك بغفر الذنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمر، والتعاهد للقرآن ، وحسن الجوار ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واجتناب الفواحش (۳).

فلما حضرته الوفاة أوصى ، فكانت وصيته :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب ، أوصى أنه يشهد: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، ثم أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ، ولا تفرقوا ، فإني سمعت أبا القاسم يقول: «إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام». انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب ، الله الله في الأيتام ، فلا تعنوا أفواههم ، ولا يضيعن بحضرتكم ، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ، ما زال يوصي به حتى ظننا أنه سيورثه ، والله الله في القرآن ، فلا يسبقنكم إلى العمل به غیرکم ، والله الله في الصلاة ، فإنها عمود دینکم. والله الله في بيت ربكم فلا تخلوه ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم يناظر ، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ، والله الله في الزكاة ، فإنها تطفئ غضب الرب ، والله الله في ذمة نبيكم ، فلا يظلمن بين أظهركم ، والله الله في أصحاب نبیکم ، فإن رسول الله ؟ أوصى بهم، والله الله في الفقراء والمساكين ، فشاركوهم في معايشهم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم ، الصلاة الصلاة لا تخافن في الله لومة لائم ، يكفيكم من أرادکم وبغى علیکم ، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الأمر شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، وعليكم بالتواصل والتباذل ، وإیاکم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب ، حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم . أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *